استدراج الله لعبدهـ - سبحانه وتعالـى ‘ -
إن العبد ينبغي عليه أن لايشتغل بحسناته فإن الله عز وجل لاينقصه شيئآ منها
بل ينبغي عليه أن يشتغل بسيئاته فيحدث لها توبه ويظل على الخوف من عاقبتها
حتى يلقى الله عزوجل ,قال بعض السلف ,ينجون من النار بالعفو ويدخلون الجنة بالرحمة
ويتقاسمون الدرجات العلى ..
إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ثم تلا : (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا
عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون) الأنعـام 44
والله تعالى إذا أغدق على عبد من عباده نعمه وهذا العبد يعصي الله كثيرا
ومع ذلك يعطيه الله أكثر مما يعطي العبد المؤمن الصالح فذلك استدراج لهذا العبد العاصي
وقد ذكر الله تعالى هذا الاستدراج في سورة أخرى وهي سورة القلم الآية 44 قال تعالى
: (فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون، وأملي لهم إن كيدي متين)
قال ابن كثير رحمه الله: " (فذرني ومن يكذب بهذا الحديث) يعني القرآن، وهذا تهديد شديد
أي دعني وإياه مني ومنه أنا أعلم به كيف أستدرجه وأمده في غيه وأنظره ثم آخذه أخذ عزيز مقتدر
ولهذا قال تعالى: (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) أي وهم لا يشعرون بل يعتقدون
أن ذلك من الله كرامة وهو في نفس الأمر إهانة،كما قال تعالى: (أيحسبون أنما نمدهم
به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون).. المؤمنون 55
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين